
الطالبة الأولى على مستوى الجمهورية تتحدث عن رحلتها نحو القمة
هل تستطيع أن تتخيل السعادة الكبيرة التي يمكن أن يشعر بها الإنسان حينما يصبح الأول على مستوى الجمهورية؟ هذا ما شعرت به أسماء عبدالله عبدالله السماحي، الطالبة المتميزة في معهد أبو زيادة الثانوي الأزهري، والتي حققت المركز الأول على مستوى الجمهورية بعد حصولها على 649 درجة، أي بنسبة 99.85% في الثانوية الأزهرية.
عندما تحدثنا معها، أعربت أسماء عن سعادتها البالغة بالنتيجة، ولا سيما بعد اتصال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بوالدها لتهنئته بتفوقها. لم تكن النتيجة الرائعة هي الوحيدة التي جعلتها محط أنظار الجميع، بل أيضاً قدرتها على تحقيق النجاح بالطريقة التي اختارتها لنفسها.
فقد أخبرتنا أسماء: "لم ألتزم بعدد ساعات معينه للمذاكرة، بل كنت أتناول مذاكرتي للدروس أولا بأول". فقد كانت تتمسك بإيمانها العميق بأن التعلم ليس فقط عن القضاء على كمية ضخمة من الكتب والمواد الدراسية، بل أيضاً عن الفهم العميق والتفكير النقدي.
ورغم الضغط الشديد، كانت تجد أسماء الوقت لتأدية صلواتها في أوقاتها. كانت حافظت القرآن الكريم منذ طفولتها، مما يؤكد على التزامها العميق بتقاليدها وثقافتها الإسلامية. وعندما سألناها عن من يلهمها، أجابت: "مثلي الأعلى هو الدكتور مجدي يعقوب، لإنسانيته وأتمنى أن أسير على نهجه وأكون إنسانًا قبل أن أكون طبيبة."
في هذه النقطة، يبرز شغف أسماء الواضح بالطب، وهو ما يكشف عن رغبتها في المساهمة في تحسين حياة الآخرين وتقديم العون لمن يحتاج. لقد اختارت مجالاً يتطلب التفاني والتواضع، الرغبة في التعلم، والقدرة على التعاطف مع الآخرين. إذاً، لا يوجد أي شك في أنها ستكون طبيبة رائعة في المستقبل، وذلك بفضل تفوقها الأكاديمي وقيمها الإنسانية العالية.
تُعتبر قصة أسماء عبد الله مصدر إلهام للجميع، خاصة الطلاب الذين يعملون بجد لتحقيق أهدافهم. إن تفوقها الأكاديمي وتواضعها وعزمها على تحقيق أحلامها، جميعها تجعل منها نموذجًا يحتذى به. وفي النهاية، فإن قصة أسماء تُعِدنا بأن الالتزام والعمل الجاد والإيمان بالنفس هي القيم التي تساعدنا على تحقيق أحلامنا.