
هل السعي نحو المساواة يعني التشابه؟
تُعد النساء حوالي نصف سكان الكوكب. تجد الكثير من النساء أنفسهن في سعي مستمر نحو الحقوق الأساسية التي تُمكّنهن من مشاركة مفعّلة ومثمرة في مجتمعاتهن. تتجسد هذه الحقوق في التمتع بالاستقلال، والفرص الاجتماعية والاقتصادية المتماثلة للرجال. إلا أن هذا السعي للمساواة لا يقصد به الشبه المطلق بين الرجل والمرأة، بل يتعلق بالقدرة على الوصول لإمكانيات وفرص متماثلة.
الأهمية الحقيقية للمساواة بين الجنسين
يتجسد أهمية المساواة بين الرجل والمرأة في قيمة تشكيل مجتمعات قوية، كاملة الإمكانات البشرية. المساواة تعني أن الجنسين يشاركان بالتكافؤ في إقامة وتنمية المجتمعات، في حماية حقوق الإنسان، وفي التمتع بحياة ديمقراطية تحت سيادة القانون. كما أن المساواة تعزز النمو الاقتصادي، وتقود نحو الإنتاجية والتنافسية، وتؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة.
جوانب المساواة بين الرجل والمرأة
ثلاثة جوانب أساسية تُعتبر الأركان الرئيسية للمساواة بين الرجل والمرأة، وهي: القدرات، الوصول إلى الموارد والفرص، والأمن. القدرات تشمل الحق في التعليم والصحة والتغذية. الوصول إلى الموارد والفرص يعني توفير الفرصة لاستخدام القدرات الأساسية بشكل متكافئ لكلا الجنسين. أما الأمن، فيعني توفير بيئة خالية من العنف والصراعات التي يمكن أن تضر البدن والنفس.
مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع
المجتمعات التي تحقق المساواة بين الرجل والمرأة، تظهر فيها بعض المظاهر المهمة، مثل انحسار الفجوة المعرفية بين الجنسين، وتقارب معدلات التحاق الرجال والنساء بالتعليم، وتقارب النسبة المئوية لحصول كلا الجنسين على وظائف مدفوعة الأجر، وزيادة حصة النساء في البرلمان والمناصب الحكومية.
التطلع نحو المساواة يتطلب منا فهماً عميقاً للتحديات التي تواجهها النساء والبحث عن حلول توازن بين حقوق الرجل والمرأة، وتحقيق المشاركة المتكافئة للجنسين في كافة جوانب الحياة.